كيف نقدم لك حلول لمشكلات كثيرة تدور في رأسك .
كيف تحقق التوازن بين التواضع- (عدم التكبر) والكبرياء ؟
مفهوم التواضع :
التواضع صفة من صفات المؤمنين والمؤمنات,وقد حَثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإلتزام بالتواضع .. وحَضّ المؤمنين على الإبتعاد عن التكبر, الذي يذهب بصاحبه إلى الدَّرْك الأسفل من النار, لأن التواضع في غير مذلة يلغي او يمحي الكبرياء وفيه مهانة , خلق لا تليق بالعبد المسلم.. ولكن الكبر من صفات المولي عز وجل ..
الجوهر أم المظهر؟
غالبية الأشخاص ينصحون من يتشاورو معهم بان يركزوا على الجوهر و ليس المظهر الخارجي.. فلو أردت أن تفهم الناس حقا, يجب أن تركز على معدنهم ومافي داخلهم و تحاول معرفة مدي عمقهم الإنساني و طريقة تفكيرهم , وأسوب حياتهم وتعاملهم مع الأخرين .. ولكن ..
هل تعتقد أن كل الناس يتصرفون بهذه الطريقة ؟ فهل تعتقد في زمننا هذا مع السرعة بأن من تتعامل معه لديه من الوقت ما يكفيه كي يتأمل جوهرك الناصع البياض, و يتجاهل المظهر الخارجي؟
هنا نجد أن المظهر الخارجي و تأثير الشخصية , لهما تأثير كبير على نظرة الناس لنا وجذبهم إلينا .. و يجب أن نضع في الأعتبار ان نظرة الناس لنا تأتي في الأساس ممايتلقونه من كلامنا نحن عن ذاتنا !!!
فالموضوع هنا مختلف وليس كما ينصحك البعض , ألا تتكلم عن نفسك كثيرا حتي لاتبدو مغرورا ,و تقلل من شأن نجاحاتك و ترتدي ملابس غير متناسقة.. كي تكون شخصا متواضع لا يتباهي اويتفاخر بنفسه !
وهناك من القصص الكثيرة المعبرة عن صفة التواضع ويجب ان نتحلي بها حتي تحتفظ بحب الناس والتي دائما ماتروي لنا .. كقصة (العالم لويس باستير ) وهو واحدا من أعظم علماء الطب في التاريخ..
عندما ذهب لحضور أحد المؤتمرات الطبية مع زوجته (في 1881) و ما أن دخل القاعة, حتى قام الناس واقفين لتحيته وتمادو بالتصفيق الحاد وبحماس شديد جدا.. فنظر لويس باستير إلى زوجته وقال لها :
– يبدو أن ولي العهد يزور المؤتمر..لقد جئنا في موعد غير مناسب !
لقد كان متواضعا لدرجه جعلته لم يدرك أن هذا التصفيق كان له هو..
هذه القصة و غيرها من القصص ستجدها تروى كي تقنعك بضرورة ان يكون الأنسان متواضعا.. فهي تحث علي التواضع و روعة التواضع.. و ما سيعود عليك من التواضع .. ولكن اسمح لي أنه ينبغي ألا تسئ استخدام وفهم التواضع !
كيف تحقق التوازن بين التواضع- (عدم التكبر) والكبرياء ؟
How do you balance humbleness and arrogance?
خير الأمور أوسطها :
المبالغة في التواضع شيء ضار!!! حتما ..
فالتواضع في حد ذاته فكرة إنسانية نبيلة , الهدف منه أن تكون متزنا نفسيا و تتعامل مع الآخرين بشكل مهذب ليس فيه تعال أو عجرفة أو إهانة لهم و لمشاعرهم خصوصا لمن هم أدني مستوي منك.. هذا هو الهدف الجميل من التواضع..
لكن لو أفرطت وبالغت في التواضع , سيجلب هذا عليك الكثير من العواقب..
فعليك ان تتخيل أنك تجري مقابلة مع شخصين.. و تريد الاختيار بينهما لمنصب (رئيس قسم) مثلا ..
أنتبه لكلام كل منهما عن نفسه ,و حاول ان تختار ؟
الشخص الأول:
– يقول ان ليس لديه مهارات شخصية , ولم يحقق نجاحات كبير تذكر ولكن اغلب نجاحاته بسيطة , لم يتطلع للأفضل ولديه قناعة بالعيسة المستورة ..
الشخص الثاني:
– لديه مهارات قيادية ممتازة و يجيد التعامل مع نظم المعلومات..حقق نجاحات كتير و حصل علي شهادة تقدير من مدير الشركة..
لديه أحلام مهنية عريضة و ينوي تحقيقها إن شاء الله.
من سيقع عليه الأختيار ؟
الأول قد يكون أفضل من الثاني بمراحل.. لكنه يذكر إنجازاته على سبيل التواضع .. و لا يرى أنه حقق نجاحات تذكر, ربما لأنه لا يحب التباهي بما حققه..
الغرض من الأمثلة هي :
لا تحاول أن تبالغ في التواضع لأنه سيجر عليك نتائج وخيمة.. و سيعطي انطباعا في مخيلة الناس قد لا تقصده ..
فلا بأس أطلاقا بقليل من التسويق وعرض لقدراتك و أمكانياتك وتجميل صورتك الاجتماعية دون تباهي وعلو ..
– هل تتكلم عن نفسك دائما بشكل إيجابي؟ أم تشكو الأحوال و الظروف؟
– هل تذكر إنجازاتك في العلن؟ أم تتحرج من الكلام عنها؟
– هل تهتم بمصادقة الناجحين ؟ أم تركز على نوعية معينة من الناس؟
– هل تهتم بمظهرك الخارجي كي يلقى انطباعا جيدا أمام من لا يعرفك؟
وأخيرا :
المبالغة في كل شيء ضارة.. فلو زاد التواضع سيكون وضاعة.. و لو زادت الثقة ستكون غرورا..
حاول ألا تكون وضيعا يستهان بك وتكون محل شفقة من الناس , و ألا تكون مغرورا ينفر الناس منه..
فقط .. كن نفسك.. و دع الآخرين يعرفونك كما ينبغي.
وحاول ان تعيش في هذه الدنيا أروع حياة ممكنة ..
فضلا: أذا أعجبك هذا المقال أترك تعليقك وأنشره بين أصدقاءك لتعم الفائدة علي الجميع,شكرا للمتابعة .
