كيفية النهوض بالتعليم من خلال المنصات الإلكترونية و تجربة رواندا في التعليم
كيف يمكن تحقيق النهضة التعليمية بالمجان .. منصات إلكترونية تحقق النهضة بالمجان؟
يطلق علي روندا , سنغافورة قارة أفريقيا السمراء .. نظراً لأن رواندا أصبحت المثال الذي يحتذى به بخصوص النهضة التعليمية في القارة الإفريقية ..
وروندا أصبحت عضواً في دول الكومنولث في نوفمبر 2009 , كما أنها أنضمت لليونسكو في 7 نوفمبر 1962 ,
وذكراً عن هيئة اليونسكو التي تقول إن جمهورية رواندا تعتبر الأن من أفضل 3 دول أفريقية في تجربة النهوض بالمنظومة التعليمية عام 2014 , وانها لم تصل إلى هذه المرتبة بين يوم وليلة , ولكنها بذلت كجهودات من اجل هذا النهوض , حيث تكمن إحدي أولوياتها الأساسية في تعزيز القدرات التعليمية في البلاد ..
رغم ماعانت منه رواندا من حروب أهلية أسفرت عن إبادة جماعية لكثير من الأشخاص الرونديون فقتل فيها تقريباً مليون شخص , وأثناء هذه الحروب تم تحطيم الكثير من مرافق الدولة ,وتدمير لبنيتها الأساسية , فتدمر كل شيء ولم يعد هناك أي مستشفي او مدرسة ولا حتي كهرباء أيضا , بل أصبح الأطباء والمعلمون ما بين القتيل والهارب خوفا علي حياته , والسجين في الدولة.
ولو تكلمنا عن الطفرة التي حدثت في روندا وجعلتها في مكانة غير المكانة التي كانت عليها في السابق خلال الـ 10 سنوات الأخيرة , فهذا ان دل علي شيئ فهو يدل علي مجهود مبذول أكيد من قبل الحكومة ومن المجتمع الروندي بشكل عام ..
كيف وصلت دولة رواندا إلى هذه المكانة في التعليم ؟
وصلت روندا لمكانة مختلفة عن ذي قبل , حيث سعت جاهدة للنهوض بالتعليم من خلال عدة خطوات أساسية أشتغلت عليها لكي تؤثر من خلالها في تغيير المجتمع وبالتحديد في الناحية التعليمية بالذات , حيث ان للتعليم دور قوي في إصلاح الشعوب وفي تغير فكرهم والوصول الي نهضة حقيقية .
- التعليم في روندا يحارب العنصرية
كانت التعليم في روندا مختلف في السابق , ففي 1960 وقبل حدوث الإبادة الجماعية بفترة طويلة كان التعليم يشهد تقدماً ملحوظاً ويؤهل لتخريج أجيال من الطلاب واعيين ومثقفين ومتقدمين في العمل وأصبحت تكمن إحدى أولويات البلاد في تعزيز القدرات التعليمية بالمجتمع .. رغم ان في تلك الفترة أشعل الإستعمار لديه فكرة العنصرية بين القبائل , (قبيلة التوتسي , قبيلة الهوتو ) ..
فهناك فرق بين القبيلتين , فقبيلة التوتسي تمتلك المال والنفوذ الامر الذي يجعلها قريبة من المستعمر ,فأبناؤها يدرسون في أفضل التعليم ويؤهلو لإشغال المناصب المهمة والقيادية في البلاد , غير ان قبيلة الهوتو أبناؤها في المدارس الفقيرة , وعند تخرجهم يشتغلون بالأعمال الحرفية والإقل مستوي وربما يشتغلون بالسخرة , وأغلبهم لا يتحملون دفع تكلفة الكتب والادوات المدرسية والزي .
وفائدة التعليم انه يرتقي بالشعوب , ولكن التعليم الذي يؤكد العنصرية ويرسخ لها هو الذي دفع لحدوث حروب اهلية بين المجتمع الروندي , فلقد تم تزيف التاريخ بالكتب المدرسية, بحيث ينمي لدي الطلاب فرة الانتماء للقبيلة اولاً قبل الانتماء لروندا..
وتقول الكاتبة اليزابيث كينج والتي دونت في كتابها بعد معايشة حقيقية مع المجتمع الروندي ,ان مناهج التعليم باتت صارمة بخصوص الانتماء حيث أكدت المناهج التعليمية علي ضرورة الانتماء الي روندا والتفاخر بذلك الانتماء قبل القبيلة او العشيرة ..كما أصبحت العنصرية كلمة يعاقب عليها القانون .
وقامت الدولة بمحو التاريخ من المناهج التعليمية حتي ترسخ الإنتماء للدولة وليس للقبيلة , وهذا خطأ لابد ان تقوم روندا بمعالجته .
- مكافحة التسرب من التعليم في روندا
وقبل ان تفكر رواندا في إعادة بناء الدولة, عملت أولاً علي بناء الأطفال من الناحية الفكرية والنفسية والعلمية .. وفتحت المدارس أبوابها من جديد لأستقبال الأطفال في العام 1994 بعد حدوث الإبادة.. التي كان يشاهدها الأطفال بأفظع أنواع العنف , وغالبية الاطفال تيتم بفقد احد الأبوين او كلاهما .
حتي ان رجوع الأطفال للمدارس ليس بالأمر السهل لأن أغلبيتهم كانوا يشتغلون في أعمال يدوية كالزراعة من اجل إعالة أنفسهم وأسرهم في ظل غياب الأب نتيجة للحرب الاهلية .
وفي عام 2014 تم وضع خطة لمحربة التسرب من التعليم , هذه الخطة إستمرت لمدة 5 سنوات,حيث وصل أعداد الطلاب المنتظمين لـ 85%.. وهي نسبة معقولة بعد الابادة .
وذكرت اليونسكو في تقرير إن دولة رواندا أصبحت من أعلى دول أفريقيا في انتظام التعليم, وكانت اعداد الأطفال المنتظمين بالمرحلة الابتدائية 97% أولاد وبنات بنسب متساوية .
- التعليم المجاني في روندا
بدأت روندا في اتباع سياسة جديدة في المدارس الحكومية , وهي سياسة التعليم المجاني بمراحل التعليم الأساسية , وهي 6 سنوات كمرحلة ابتدائية , و 3 سنوات كمرحلة متوسطة.. لان اي عائلة بعد الإبادة لم تكن بمقدورها تحمل تكاليف الدراسة الباهظة , والفقراء في رواندا والذين هم الأغلبية في البلاد كانو يتطلعون لنيل حظهم من التعليم دون التفرقة بينهم وبين الأقلية من الأغنياء لما يؤول له الوضع المادي والاجتماعي.
وامتد التطوير فيما بعد لدراسة مجانية التعليم بالمرحلة الثانوي ,ولكنه تحت قيد التنفيذ والحكومة الروندية تناقش هذه الجزئية .
- العمل علي إعادة تأهيل المعلم القدوة
من قبل كان شعب روندا يبجل المعلم ويعطيه احترامه قبل فترة الإبادة , ومنذ العام 1990 تم إغلاق آخر مدرسة في رواندا نتيجة الحرب الأهلية القائمة.. فالمدارس تحولت لأماكن تقام فيه خطط الحرب وفظائعها , أكثر من 75% من المدرسين تم قتلهم او سجنهم او فرو لينجو بحياتهم من الحرب .
وقامت الحكومة الرواندية بوضع برنامجها الخاص لإعادة الهاربين من الحرب خارج البلاد بعد إنتهاء الحرب , والمدرس بصفة خاصة حظى بتأهيل خاص لأنه مربي للأجيال القادمة.. فتم تأهيله بإمتياز , حيث تقام له العديد من الدورات والورش التدريبية حتي يخرج منها معلمين واعيين وقادرين علي مواكبة العصر الجديد وتلبية احتياجات العمل في روندا للنهوض بالبلاد من الناحية التعليمية والأقتصادية في كافة مجالات التهليم بدءاً بالتعليم الأساسي حتي التعليم الجامعي .
- إتباع التقنية والتكنولوجيا في مدارس رواندا
رغم ان فصول التعليم في روندا تبدو فقيرة وتقليدية , إلا ان روندا الأن تتبع نظام تعليمي يعتمد علي التكنولوجيا بشكل كبير , وتم عقد صفقة بين رواندا مع شركة مكروسوفت / Microsoft , من اجل محو الأمية الرقمية في البلاد .
كما ان المدارس في رواندا الان قامت بطفرة تعليمية من خلال نظام تكنولوجيا المعلومات والإتصال ( ICT 4E ) , وهذا النظام يقوم بإستبدال الكتب التعليمية ووسائل التعليم , بوسائل وتقنيات جديدة تكنولوجية تواكب عصر التقدم , والتي تتمثل في المنصات الإلكترونية مثل الآي باد واللابتوب , أو Mp3 .. من خلال هذه المنصات يتابع من خلالها الطالب الدروس ويراجع مافاته , أو يمكنه القراءة وفي نفس الوقت يستمع إلى الدرس بصوت المعلم ليتمكن من إيجاد النظق الصحيح .
- مشكلات تواجهها رواندا لاتزال قائمة
هناك مشكلات الي الأن تواجهها رواندا ولا تزال تمثل لها عقبات في طريق التطور والتقدم التعليمي , ومن بين هذه المشكلات القائمة (تعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة) والتي لابد للدولة من تكريس ميزانية للعمل عليها كما ذكر منظمة اليونسكو , والتصدي لمشكلة تسرب الطلاب من التعليم في المرحلة الثانوية حيث بدأت الأعداد في التزايد ..
ولكن لرواندا خطوة قامت بها و تحسب لها وستمكنها من الوصول لصفوف الدول المتقدمة الكبرى , كونها اتجهت الي استبدال لغتها الأساسية الفرنسية في التعليم ليحل محلها اللغة الانجليزية في المناهج التعليمية بحيث تكون الدراسة في الجامعات الرواندية بالغة الإنجليزية والتي مصدر من مصادر جذب الطلاب الدوليين من جميع أنحاء العالم..
كيفية النهوض بالتعليم من خلال المنصات الإلكترونية و تجربة رواندا في التعليم.
فضلا : إذا أعجبك هذا المقال أترك تعليقك وأنشره بين أصدقاؤك لتعم الفائدة علي الجميع,شكرا للمتابعة.